سوزان بيالي.. طبيبة أنقذ ”الفلامنكو” حياتها
الأكثر مشاهدة
"عِش الحياة التي تحبها" شعار رفعته الدكتورة الكندية، التي تركت العمل في المستشفيات والعيادات، ولجأت إلى الرقص ليمنحها الهدوء والسلام النفسي، الذي قررت أن تساعد الأخرين ليصلا إليه وينعما بحياة سعيدة وصحية.
بدأ مشوار الدكتورة سوزان بيالي كطبيبة متدربة في أحد العيادات العامة، بعد أن حصلت على شهادتها في الطب وبكالوريوس العلوم، تخصص علم التغذية، من جامعة كولومبيا البريطانيةن وبعد عمل دام لـ 36 ساعة لم تستطع أن تتحمل الاستمرار في هذا العمل، لم تشعر أنها سعيدةن فقط شعرت بالإحباط والخوف، حينها طلب منها مديرها في العمل أن تأخذ إجازة راحة، وتبحث وتفكر فيما يبهجها.
شعرت سوزان أن تلك فرصة لتتعرف على نفسها من جديد، وتكتشف ما الذي يجعلها حقا مقبلة على الحياة ومتقبلة لذاتها، فشرعت في تحقيق حلم الطفولة، والتحقت بدروس لتعلم رقص الفلامنكو، وكانت البداية في 2002، وقتها لم تترك الطب بشكل نهائي، وكان الرقص يساعدها على تخطي الشعور بالاكتئاب.
اتخذت سوزان قراراها النهائي بترك الطب في 2004، وانتقلت من فانوكفر بكندا إلى المكسيك، حيث حاولت الحصول على رخصة لمزاولة مهنة الطب، ولكنها وجدت نفسها تحترف الرقص، فتعلمت "الفلامنكو" واحترفته للدرجة التي أصبحت معها قادرة على تقديم العروض الجماهيرية وترقص في احتفالات عالمية بحضور نجوم السينما وكرة القدم.
في حين كاد الطب أن ينهي حياتها مكتئبة تعيسة، منحها رقص الفلامنكو فرصة أخرى، "الفلامنكو أنقذ حياتي" واعتبرته وسيلة للعلاج والتخلص من الاكتئاب والإحباط، ورغم بدايتها المتأخرة، وتحقق حلمها وهي في الثلاثين من عمرها، كانت سوزان قادرة على الشعور بالسعادة والتحقق.
لم تترك سوزان الطب، ولكنها تعمل به حاليا بصورة مختلفة، "مهمتي هي مساعدة الناس على التمتع بحياة أفضل" أخذت على عاتقها مسئولية أن يصل للجميع رسالة بأن هناك في الحياة ما يستحق أن يعاش، ولكنه يعتمد على طريقة إدارتنا لحياتنا، ومعرفتنا بالطريقة التي تجعلنا سعداء.
أصبحت سوزان مدربة حياتية، ومتحدثة، وناشطة مجتمعية، إلى جانب خبرتها في الحصول على حياة صحية وسعيدةن وانتشار مقالاتها في عدد من المواقع والجرائد مثل "واشنطن بوست"، كما نالت عدد من الجوائز، مثل جائزة راكيش جويل لتجاربها السريرة البارزة، وميدالية UBC التي تمنح للطلابي الأكثر تفوقا وتميزا في درجات الماجيستير والدكتوراة، في مجال الصحة والتغذية، نالت جائزة Woman of worth، وتخضع لدورات تدريبية في مجال الطب الوقائي وأسلوب الحياة الصحي.
لديها كثير من المتابعين، والعملاء الذين ساعدتهم على تخطي أزماتهم الحياتية على اختلاف وتنوع خلفياتهم، من بينهم القادة العسكريون والأمهات وكبار المسئولين التنفيذيين.
الرقص بالنسبة لسوزان هو العلاج الذي يحمي الجسم من الأمراض العقلية، ويمنحه المناعة، ولديها نصائح دوما ما تخبر بها متابعيها، أولها حب أنفسهم والاهتمام بها، وان يملكوا جسدهم ويحافظون عليه، مما يعني ضورة منحه العناصر الغذائية الصحية واللازمة، وعدم تركه لأحد يتحكم به، والتوازن في حياتهم وعدم إهدار الوقت فيما لا يستحق.
الكاتب
هدير حسن
الأحد ١٠ ديسمبر ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا